تفاصيل قضية “أجهزة التنفس الصناعي التركية بالسودان”

نشر “صادق حاج علي” على صفحته الشخصية بفيسبوك منشوراً  بعنوان “ادمان الفشل” وجد تداولاً كبيراً
بين مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي في السودان. ويتحدث المنشور عن مصاعب واجهت ادخال اجهزة تنفس صناعي تركية  للسودان.
الى المنشور:

ادمان الفشل
البوست ادناه وفاء لوعدي قبل يومين بنشر بعض التفاصيل الخاصه باجهزه تنفس اصطناعيVentilators قدمت هديه لوزاره الصحه السودانيه . سوف اقوم بسرد الامر باختصار قدر الامكان وادع لكم التقييم و التعليق.
بدءً لم نكن نرغب اطلاقا في اي نوع من انواع النشر اتقاء لاي شبهه رياء لعمل كنا نتمني ان يبتدي و ينتهي بكل هدوء و صمت لذلك انتظرنا فتره تجاوزت الشهر الكامل و لكن راينا انه قد ان الاوان ليعلم الجميع كيف تدار الامور في عهد حكومه الثوره !!.
منذ بدء انتشار جائحة كرونا في الربع الاول من العام الحالي في كل ارجاء المعموره، انخرطت الحكومه التركيه في مشروع تصنيع اجهزه تنفس اصطناعي في اطار شراكه تضم الوزاره وشركه Beko التركيه وشركه BIOSYS الطبيه التي كانت قد بداءت قبل سنوات تطوير فنتليتورز مصنوعه بالكامل في تركيا بالتعاون ايضا مع بعض الجامعات التركيه .
بداء التصنيع في خطوط التصنيع الخاصه بشركه بيكو لامكانياتها الهائله وفي اول شهر تم انتاج 5000 وحدها استمر التصنيع باعلي من هذا المعدل في الشهور التي تلته .
بما ان المستشفيات في تركيا كانت اساسا في افضل درجات الجاهزية حتي في اشد موجات الجائحه حيث كانت اكثر من نصف الاسره في وحدات العنايه المركزه في المستشفيات شاغره .
قامت الحكومه التركيه بارسال مئات الطائرات المحمله بمعدات طبيه متنوعه بما فيها اجهزه التنفس المشار اليها كمساعدات لمعظم دول العالم بما فيها الولايات المتحده الامريكيه و ايطاليا واسبانيا ودول اوربيه اخري و تقريبا لمعظم دول قاره افريقيه وحظي السودان بشحنتين وصلت من خلال طاىرتي شحن تركيه كان في استقبالهم مندوب من الخارجيه السودانيه و وزير الصحه وقتها د. اكرم التوم وطاقم السفاره التركيه في السودان و تعمل هذه الاجهزه الان في عدد من المستشفيات الحكوميه بكل كفاءه واقتدار.
بما ان الاجهزه مصنعه بواسطه الشركه التي نمثلها في السودان ، تم الاتفاق علي التبرع بعدد اربعه اجهزه بقيمه بلغت حوالي ٢٦ الف $ فضلا عن قيمه الشحن الجوي التي بلغت عده الالف من الدولارات اضافه الي قيمه الاجهزه .
ايضا تم التبرع بعدد عشرين جهاز تكييف split units بقيمه اجمالية حوالي ثلاثه مليون و مئتين الف جنيه (ثلاثه مليار و مئتين مليون ج بالقديم ) وذلك ايمانا منا (شركه بيكو و وكلائها في السودان شركه ايسانس للتجاره ) بضروره المساعده بقدر الامكان بغرض التخفيف من الاثار السلبيه الكبيره للجائحة في السودان .
تواصلنا مع الوزاره عن طريق “منظمه صدقات” لترتيب امر توزيع اجهزه التكييف الي المستشفيات المختلفة حسب حوجتها وتم الاتفاق علي شحن الفنتليتورز مباشره باسم مستشفي ابراهيم مالك التي تتبع لوزاره الصحه و ذلك للحوجه الماسه لها و عشما في سهوله اجراءات تخليصها من المطار كونها مرسله لجهه حكوميه علما بانها نفس الموديل الذي ارسل لمعظم دول العالم بما فيها السودان وتعمل بمستشفياته الان .
وصلت الشحنه مطار الخرطوم يوم 7/11/2020 و في نفس اليوم تواصلنا معهم واخبرناهم بوصول الاجهزه لمطار الخرطوم يحدونا الامل في انها سوف تكون تحت خدمه المرضي خلال ساعات نسبه للظرف الطاري الموجود والنقص الحاد فيها وفي غيرها من التجهيزات الامر المعلوم لدي الجميع .
ظللنا في حاله تواصل مستمر لمعرفه سبب التاخير في عدم تخليصها بعد مرور ايام من وصولها ولم يكن في اخر كوابيسنا ان الامر سوف يمتد لايام وايام .
عرضنا عليه استعدادنا الكامل بالتكفل بسداد قيمه الرسوم الجمركيه اذا كان التاخير بسبب انتظار اجراء حكومي لاعفاء جمركي او تصديق او خلافه بمعني عرضنا ان ندفع جمارك للحكومه لاجهزه تخصها تبرعنا بها لها وكل ذلك في مسعي حثيث لاخراجها في اسرع وقت حتي تخدم اكبر عدد من المرضي بدلا عن وجودها في مخازن المطار. !
خلاصه الامر ان الفنتليتورز موجوده بمطار الخرطوم لغايه لحظه كتابه هذه السطور اليوم الاربعاء الموافق 9/12، اي بعد مرور شهر وايام من وصولها في وقت يموت العديد من مرضي الكرونا يوميا بسبب نقص اجهزه التنفس وبؤس الحال بالمستشفيات ومراكز العزل.
لا اود الخوض في تفاصيل دراما البيروقراطيه المقيته التي تسببت في تعطيل تاخير تخليص الاجهزه لغايه الان لانها حكايه اخري ولكن عندنا اصفها بالمقيته فانا اعنيها فعلا لاننا في حاله طواري صحيه تتطلب اجراءات مختلفه تماما ولنا في تطوير و اختبارات و تصديق لقاحات الوباء خير دليل لما تفعله دول العالم التي تحترم انسانية مواطنيها و تضع قيمه لحياتهم ، حيث عاده يستغرق تطوير اي لقاح والحصول علي موافقة نهائية عليه فتره تمتد من ٨ الي ١٠ سنوات ولكن نسبه للظروف الاستثنائيه للجائحة فقد اختصرت هذه المده الي فتره عشره اشهر فقط !!
اعتذر مره اخري عن نشر الموضوع ولكن يتملكنا شعور مختلط من الخجل امام الشركه الاجنبيه التي ساهمت معنا بالنسبه الكبيره في التبرع بالاجهزه لانهم من خلال المتابعه للشحنه يعلمون انها موجوده بالمطار لغايه هذه اللحظه فضلا عن شعورنا بالحسره والالم ونحن نسمع يوميا بحالات الوفيات العديده . افدح مافي كوكتيل هذه الاحاسيس المختلطة هو احساسنا الكامل بفقدان الامل في الاصلاح قولا واحدا .
نسال الله ان يغطي برحمته علي الشعب السوداني فمن الواضح ان الحكومه لها ملفات اخري ذات اولويه و مقدمه علي حياة وصحة وامن المواطن المغلوب علي امره !
الله المستعان