شركة تاركو.. (البقول راسو موجعو.. يربطولو كراعو؟)!
* شركة تاركو.. (البقول راسو موجعو.. يربطولو كراعو؟)!
* كتب الخبير الاقتصادي: محمد حسن
* أصبحنا في السودان العزيز لا تستغرب أي شيء، ولكن بعض الأحداث تجبرك على رفع حاجب الدهشة فعلا، ومنها القضية التي ثارت حول شركة تاركو للطيران مؤخرا.
وفي التفاصيل ان السلطات العدلية الرسمية ألقت القبض على مدير شركة تاركو سعد بابكر في تهم خطيرة تتعلق بتخريب الاقتصاد الوطني، هذا الاقتصاد الذي يعاني أصلا، وذلك من خلال القيام بمرابحات صورية (وهمية) عن طريق شركة أخرى يملكها مدير تاركو بالشراكة مع قسم الخالق بابكر وهو الآخر شريكه في تاركو.. هذه الشركة التي اسمها (جي إس إتش) قاموا بتسجيلها في دولة الامارات، وحولوا إليها الملايين من أموال السودان بالعملة الأجنبية، في مخالفة واضحة للقانون وتخريب متعمد للاقتصاد، حسب وقائع الاتهام.
وحددت السلطات العدلية مبلغ 21 مليون دولار ككفالة لإطلاق سراح مدير تاركو المقبوض. وبدلا من أن تدافع شركة تاركو عن مديرها وتوضح ما لديها من دفوعات حول هذه التهمة الخطيرة، عمدت الشركة إلى إلهاء الناس (الذين يهمهم أمر اقتصادهم الوطني) بنشر أخبار عاطفية عن دور الشركة في مجال النقل وإنجازاتها، وهو أمر لا علاقة له من قريب أو بعيد بالقضية الأساسية، التي تمس الاقتصاد السوداني كله.
ان ما قامت به “تاركو” يعتبر “استغفالا” للرأي العام وتشكيكا في عمل الأجهزة العدلية التي من المؤكد أنها لم تقم بالقبض على مدير تاركو وتحديد مبلغ الكفالة الدولاري الكبير إن لم تكن تملك ما يعضد اتهاماتها، ويجعلها موقنة بخطورة القضية.
إن تصرف”تاركو” ومحاولة صرفها الأنظار عن القضية الأساسية يذكرنا بالقول السوداني الشهير الذي يحمل استفهاما معبرا تماما عن هذه القضية (البقول راسو موجعو.. يربطولو كراعو؟) !.