عبدالعاطي الإمام يكتب..غياب الاعلام العسكري وذر الرماد في العيون ..!؟
معركة سنار وسنجة وما قبلها من معارك بطولية استبسلت فيها القوات المسلحة وصنعت المعجزات من المسافة صفر مع مليشيا الدعم السريع. ولكن تفوقت المليشيا اعلاميا بانتصارات مزعومة ولا اساس لها من الصحة.. و سلاح الاعلام اكثر فتكا من السلاح الناري وهذا ما تفتقده القوات المسلحة في ادارة معركة الكرامة.. فالتوجيه المعنوي بالقوات المسلحة انشا منظومة متكاملة لهذا الغرض وسماها الاعلام العسكري المرئ والمسموع ورفد لها من الكوادر المؤهلة والمدربة الكثير. وكانت شعلة من النشاط قبل ثورة ديسمبر و معركة الكرامة وفجأ اختفي بريقها منذ اندلاع الحرب ولم تحرك ساكنا.. والسبب يعود الى انسحاب الكثير من الكوادر المؤهلة من المشهد أما بالاقالة أو الاستقالة . وهذا ديدن متعارف عليه بكل اسف مع كل بداية مرحلة سياسية جديدة في السودان ولم يسلم منه لا الشجر ولا الحجر ولا البشر.
لذلك للعدو طرائق مختلفة لادارة معركته الخاسرة لا محالة. وأعدت دويلة الشر وحلفائها منظومة اعلامية متكاملة لادارة هذه الحرب واطالة امدها حتي تحقق اهدافها المرجوة كما يتوهمون.
وبرغم صمود الجيش وبسالته والتحام الشعب والوقوف بجانبه. إلا ان ألة اعلام العدو دائما ما تنجح في اصابة هدفها بكل احترافية كشيطنة القوات المسلحة والتقليل من شأنها برغم كل الانتصارات التي لا تخطئها العين.. واضحي المواطن اذا سمع كلام العدو يكاد يجزم بصحته ولكن ماهي إلا سويعات أو ايام تنجلي الحقيقة ويستغرب من ادعاء هؤلاء. وهذه الحرب النفسية هي من صميم ادارة الحروب والازمات ولها مفعولها السحري في تسبيط الهمم.
الشاهد في الامر بأن غياب الناطق الرسمي وظهوره النادر جدا اربك المشهد تماما. مما جعل اعلام المليشيا يطغى ويتجبر بتفوقه النوعي في قلب الحقائق على أرض الواقع. وهذا خطأ فادح ينبغي تداركه قبل فوات الاوان.