آخر الأخبار

الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية

بقلم: هاشم محمدنور حسن
هو أسبوع سنوي يقام سنويًا في الفترة من 1 إلى 7 أغسطس بدعم من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة ( اليونيسف) في أكثر من 120 بلد. عقدت 540 فعالية في جميع أنحاء العالم من قبل أكثر من 488 منظمة في الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية وياتي الاسبوع في هذا العام 2024 تحت شعار (دعم الرضاعة الطبيعية للجميع) بمشاركة العديد من وزارات الصحة والشركاء من المجتمع المدني في العالم قاطبة.
ونحن نقول خيرا فعلت منظمة الأمم المتحدة واليونسكو لاهتمامهما المتعاظم بهذا الشأن الإنساني… وفي ذات السياق نقول لهم أن الإسلام وقبل أربعة عشر قرنا من الزمان و 1446 عام حينما أنزل الله تعالى قرآن يتلي آنا الليل وأطراف النهار على نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم حينما كان العالم يغط في سبات عميق وأوروبا غارقة في غياهب الظلمات ودياجير الجهل ودُجَي الغفلة حينما نزلت آية الرضاعة (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ…) كميثاق إنساني بنائي من الله تعالي على تنشئة الإنسان تنشئة نفسية وجدانية عميقة لعلمه تعالي أن الرضاعة هي اللبنة الأولى في تشكيل كيان وسلوك الإنسان وتجنيبه الخوض في متاهات الحرمان العاطفي والضياع النفسي والدونية البئيسة والذي ينبني على عدم الرضاعة أو المتقطعة او المعدومة
ويعجب الإنسان لماذا حدد الله تعالى فترة الرضاعة بحولين كاملين،،، فالعلم الحديث الآن يؤكد لنا على أن بطانة معدة الوليد لا يكتمل نموها إلا في هذه الفترة وإذا لم يكن نموها قد أكتمل فإن أي لبن غير لبن الأم يصل إلى الدم مباشرة ويؤدي إلى تكوين أجسام مناعية تضر بصحة الإنسان. هذا من جانب عضوي أما من الجانب السلوكي الوجداني والإنفعالي والاخلاقي فالرضاعة لحولين اوعامين كاملين ترسخ دعائم الطفل الذاتية والشخصية فينشأ معافاً عقلياً ووجدانياً وعاطفياً خالي من العقيدات السيكلوجية والإجتماعية ومركبات النقص التي تجعله ينشأ ضعيفاً هشاً بائساً متواضع القدرات، منكسراً نفسياً، انهزامي التطلعات، فقير الرجاء، ضنين العطاء، شارد الذهن كالح الطموح، لايقوي على مجابهة خطوب الحياة غير واثق من نفسه عرضة لتتقاذفه الاهواء وتتلاعب به المغريات وتتجاذبه أمواج المجون،،
وقديما حينما تريد القبيلة والمجتمع ولادة وإنجاب فرسان أشداء أقويا ذوي بأس عديمي الرحمة يقاتلون بوحشية يستبسلون في المعارك فيحققون الغلبة على الأعادي… كانوا يوصون الأمهات بعدم رضاعة الاطفال
وعلى الرغم من أن الرضاعة الطبيعية تعد من بين أكثر الوسائل فعالية لضمان صحة الطفل وبقائه، إلا أن المجتمع الذي يدعي الرقي والحضارة والحداثة ترى فاتناته ونجمات مجتمعه أن الرضاعة الطبيعية عدو للجمال والرشاقة والفتون وتتساهل في أمرها وتتهاون في القيام بواجبها فتتجاهلها فتنشأ مجتمعات هي أقرب للضياع والوحشية والقسوة التي شقيَّ ويشقي بهما الإنسان.
بقيَّ علينا أن نعرف أن الإحتفال بالأسبوع يتناول موضوعاً مختلفاً كل عام ، يهدف إلى تعزيز البيئات التمكينية التي تساعد النساء على إرضاع أطفالهن رضاعةً طبيعية – بما في ذلك تقديم الدعم لهن في المجتمع المحلي ومكان العمل وهذا ماميز الله به أمتنا السودانية حينما سنت قوانين الخدمة المدنية بإعطاء الأمهات ساعة رضاعة وخيرا فعلت في ذلك السلطات السودانية ، مع توفير تدابير حماية كافية لهن في السياسات والقوانين الحكومية – فضلاً عن تبادل المعلومات بشأن فوائد الرضاعة الطبيعية واستراتيجياتها…
جرت عادة المكيين من أهل مكة المكرمة قبل الإسلام أن تقوم النساء بإرضاع أبنائهن، إلا أن الميسورين منهم يرسلون أبناءهم إلى المراضع في بوادي مكة من أجل الرضاعة والتنشئة الأولى، أما فيما يتعلق بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “ولماذا لم ترضعه أمه”؟ فإن عادة الشريفات من قبيلة قريش أنهن لم يكن يرضعن أولادهن، وكانت أمه من شريفات قريش، إضافة إلى أنهم كانوا يحبون لأبنائهم أن يتربوا في البادية، والنهل من الذكاء الفطري والفطنة والحصافة والنجابة والنبوغ والنباهة والبصيرة النافذة.
وأشير هناحينما خاطب الله تعالى أُم سيدنا موسى عليه السلام قائلاً. ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ وهذا يبين أهمية الرضاعة وحينما كان الخطر محدق والخطوب مدلهمة بسيدنا موسى ويلاحقه فرعون وجنوده جاء أمره تعالي بالرضاعة أولا… ثم جاءت وَلا تَخافِي وَلا تحزني عليه من حصول مكروه له وهو في معية وحفظ رب العالمين، ولا تحزني لمفارقته لك، فهو في رعايتنا وحمايتنا، ورعاه الله-تبارك وتعالى- وحماه ، فلا خوف عليه ولا حزن.
ختاما تعد مبادرة منظمة الصحة العالمية واليونسيف مبادرة في الإتجاه الصحيح من أجل رعاية نفسية ذاتية موضوعية للإنسان في العالم قاطبة…. وكل عام وجميع الأمهات على امتداد العالم وإتساعه ورحابته وإنبساطه بخير

تعليقات من فيسبوك

لا تنسخ! شارك الرابط بدلا عن ذلك