الزراعة وتحديات مرحلة مابعد الحرب

كتب عزت عزالدين
يعتبر القطاع الزراعي عماد الاقتصاد الوطني و من اهم القطاعات الاقتصادية في السودان ، حيث يمثل مصدرا رئيسيا للغذاء وذلك من خلال توفيره لما يفوق ال 89% من محاصيل الحبوب زرة ، دخن وقمح ) بالإضافة الي التوظيف حيث تشير التقديرات الي ان القطاع يوفر حوالي 70% من الوظائف ، وكما هو معروف تاثير الحرب علي القطاع الزراعي كغيرة من القطاعات الاخري بالبلاد ،لقد كان تاثير الحرب مدمرا وكارثيا علي القطاع الزراعي خاصه بعد تصدير الكثير من المحاصيل السودانية بمنشأ دول اخري جارة ، وهو ما يفقد السودان أسواقاً في المستقبل ، أما تاثير الحرب علي الزراعة تمثل في : اولاً انهيار القطاع المصرفي وتوقف التمويل للموسم الزراعي ، بالإضافة الي تعطل سلاسل الامداد وارتفاع تكاليف المدخلات الزراعية ،فقد قلص البنك الزراعي السوداني الديون بنسبة 40% في العام 2023 مقارنة بالعام 2022، بسبب نقص السيولة وانعدام الاستقرار المالي ، بالإضافة الي تاثير التضخم اللامحدود والانخفاض التدريجي لقيمة الجنية السوداني مما زاد من تكلفة مدخلات الانتاج المستورة ، ما جعل المزارع يفكر في تقليل المساحات المزروعة ، حيث ارتفعت أسعار البذور بنسبة 63% والأسمدة بنسبة 70% مقارنة بالمواسم السابقة ، كما ارتفعت تكلفة النقل بحوالي 50% بسبب نقص الوقود وصعوبة التنقل في ظل الحرب ، كما انسحبت العديد من الشركات الدوليه التي كانت توفر مدخلات زراعية للسودان بسبب المخاطر الأمنية والعقوبات الدولية ،وما يحتاجه السودان الان ليست المعونات الغذائية من الدول والمنظمات الدوليه وإنما أعاده تشغيل عجلة الانتاج الزراعي ، وذلك من خلال من خلال تسهيل التمويل علي المزارعين من قبل البنوك والعمل علي اضافة بنوك اخري تساهم مع البنك الزراعي في دفع عجلة التنمية الزراعية ، فمرحله مابعد الحرب تتطلب افكار وسياسات حكومية جديدة تساهم في تسهل ورفع الكثير عن القيود المفروضة علي حركة المدخلات الزراعية خاصه بين الولايات بالإضافة الي دعم الانتاج المحلي وتامين سلاسل التوريد ، بالإضافة الي ضرورة توطين بعض الصناعات المتعلقة بالمدخلات الزراعية مثل الأسمدة العضوية والكيميائية والخيش لجمع المحصول ، فهذه المرحلة تتطلب من الجميع الجلوس معا والخروج بخطة زراعية وطنية طويلة المدي نستطيع فيها ان نخرج من مرحلة المساعدات الي مرحلة الدول المصدرة ، هذه ليست أحلام وإنما تاكيد لمقدرات دولة تمتلك كل شي ، نسأل الله في هذه الأيام المباركة ان يتم نعمته علي البلاد فتأمن بالأمن والاستقرار حتي تعود ليالي الخرطوم بكل امنها وأمانها .