رابطة الزراعيين السودانيين بدولة قطر ومبادراتها الزراعية

كتب عزت عزالدين
عرف المجتمع السوداني التكافل والتراحم منذ القدم ومن ابرز مظاهر ذلك التعاون الجماعي والمتمثل في النفير والفزع والمشاركة في الافراح والاتراح وانشاء الجمعيات التعاونية متعددة الأغراض ، هنالك تاريخ ممتد يتحدث عن الحركة التعاونية السودانية بمختلف منظماتها وأهدافها ، ولكنها كغيرها من المؤسسات فقدت القها ورنينها واصابتها الشيخوخة علي عكس كثير من الدول التي بدأت تهتم بتقدم وازدها الحركة التعاونية لديها ، ولكن ما حدث لنا كسودانيين أيام الحرب لا يمكن نسيانه ، فقد تشكلت مجموعات كثيرة من منظمات المجتمع المدني السودانية في مختلف دول العالم لتساعد وتقدم خدماتها للسودانيين ، ومنهم في قطر علي سبيل المثال هنالك عدة روابط وجمعيات مهنية تعمل تحت مظلة الجالية السودانية بدولة قطر ، وكل رابطة تقدم خدماتها لمنسوبيها علي اكمل وجه وكان اخر عمل لتجمع الروابط السودانية ورابطة المرأة سوا بدولة قطر إفطار الصائم الذي كان يتم أعداده بالمركز الثقافي السوداني لشهر رمضان الفضيل 2025م وكان يأتيه يوميا ما يقارب من (300-500) شخص ، بل كانوا يصلون التراويح بالمركز الثقافي وختموا رمضان بصلاة العيد في باحة المركز والذي تزامن مع انتصارات الجيش فكان الجميع مبتهجا مع الحلاوة والخبيز والدعوات الصادقة واصبح فعلا العيد عيدين .
ولقد تشرفت بالعمل في احدي هذه الروابط ضمن رابطة الزراعيين هذه الرابطة الفتية التي قامت بعمل كبير ومجهود جبار بعد الحرب مباشرة ، وذلك عندما استدركت بان السودان سيكون مقبل علي مشاكل كبيرة في امنه الغذائي ان لم يتم تدارك الامر فقامت بعمل مبادرة توفير المدخلات الزراعية ( بذور واسمدة ومبيدات ووقود ) للمناطق خارج الحرب في تلك الفترة كانت الحرب فقط في الخرطوم ولم تمتد الي باقي الولايات مثل الجزيرة وسنار وكان تكلفة المشروع حوالي 340 مليون دولار وذلك بهدف زراعة حوالي 30 مليون فدان (بالدخن والذرة ) ، ورغم كل ما فعلوه الأخوة في الرابطة من جهد مقدر للبحث عن تمويل للمشروع الا ان وقت الموسم الزراعي كان يداهمهم ، وحتي عندما وجدوا التمويل من احدي المنظمات الدولية كان الحرب قد انتشر في الجزيرة وامتد الي تخوم سنجة ، ، ولكن الاخوة في الرابطة لم يتوقفوا بل شدوا همتهم في اطار داخلي وبعد استقبالهم للأخوة والاخوات المهندسين الزراعيين القادمين من السودان بسبب الحرب عملوا علي تمكينهم وتدريبهم ورفع قدراتهم حتي يواكبوا التطوير في الزراعة خاصة في زراعة الخضروات باستخدام افضل التقنيات الحديثة مثل البيوت المبردة والهايدروبونيك وتم تدريبهم لفترة تتجاوز ال (79) أسبوعا ، والان بعد انتصار الجيش وعودة المواطن الي أماكن زراعته وتربية أبقاره ، ضمن مبادراتها المتعددة في خدمة المجتمع السوداني فهاهي الرابطة تفاجئنا وبالتعاون مع نفر كريم من اخوتنا السودانيين العاملين هنا في دولة قطر في مجال العمل الإنساني ، تعمل علي مشروع تعزيز توريد المدخلات الزراعية في السودان في أوقات الحرب فالرابطة تواصل مساعيها الحميدة في استنفار كل أبناء السودان حرصا منها علي دعم الزراعة والتأكيد علي أهميته رغم الحرب واننا لا يمكن ان نرضي للامة السودانية والشعب الابي الا ان يأكل من عمل وجهد يديه وليس من المعونات الغذائية ، فبلد به كل هذا التعاون والتآزر لا يجوع ابدا .