الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب.. أثبتت التجارب أن لحم السودان مر

الخبير الإستراتيجي د عبدالقادر إبراهيم يكتب..
في التاريخ الغابر مثلما في الماضي القريب وصولا للوقت الحاضر.. أثبتت التجارب أن لحم السودان مر، وأنه ليس هينا فيكسر ولا لينا فيعصر، وأنه ليس حائطا قصيرا.. ومع أنه حوش مرشوش و مفروش وديوان مفتوح إلا ان على بابه تحذير تاريخي للاعداء بعدم الاقتراب أوالتصوير.
ويكفي السودان عزا وشرفا أنه من ضمن بلدان قليلة دخلها الإسلام ( صلحا لا فتحـا ) .. وعلى ذلك تشهد اتفاقية ( البقط) بين قادة جيوش الفتح الاسلامي وقادة السودان على عهد والي مصر الصحابي الجليل عمرو بن العاص . كما قتل السودانيون قائد الغزو في بدايات القرن التاسع عشر وقتلوا في نهاياته خيرة جنرالات الجيش البريطاني شارلس غوردون وهكس باشا وغيرهما .. كما كسروا المربع الإنجليزي الذي لا يقهر.
مثل هكذا رسائل من المهم جدا أن تصل إلى بريد الصغار الأغرار خليفة حفتر وسادته من عيال زايد.. فدون السودان خرط القتاد وحرق العتاد وهلاك الاوباش والمرتزقة. ان السودان لم يبدأ أحدا بعدوان ولم يعتدي على دولة جارة شقيقة كانت أو صديقة لأنه مهموم بإصلاح علاقات بلاده مشغول بإعمار مؤسساتها وبنياتها الاساسية التي دمرتها المليشيا المجرمة.
ولذلك
فهو في غنى عن أي مشكلات تعرقل مسيرته في التنمية أو تغـل يـده وخطاه عن الإنطلاق صوب المستقبل..
على السودان أن يمضي في معركته العسكرية العادلة دفاعا عن أرضه وشعبه وأن يفك حملات دبلوماسية من لجامها ويطلق حملات إعلامية من عقالها.. فمن واجب العمل الدبلوماسي محاصرة المؤامرة التي تقودها الإمارات وواجب الحملات الإعلامية كشف المستور وتبصير الرأي العام المحلي والدولي وفضح كل المخططات الآثمة.. إن المساهمة في حلحلة الأزمات مع الأفارقة من مهمة الإتحاد الإفريقي .
وهذا اضعف الإيمان الافريقي.. كما يقع الدور العربي على عاتق الجامعة العربية.. وهذا أقل مايمكن أن تقوم به هـذه المؤسسات الاقليمية تجاه دولة عضو مؤسس ومؤثر وذي سيادة.. ومع كل حركة بركة.. وفتح ونصر مع كل معركة…
ومع كل نشاط جدوى وفائدة.. وهكذا تؤخذ الدنيا غلابا.. لان الانتصارت الدبلوماسية والعسكرية لاتهدى وإنما تؤخذ عنوة واقتدارا.