القاهرة حالة خاصة جدا – سلسلة مقالات بقلم عماد البشرى
أخبار سودان إكسبريس
القاهرة حالة خاصة جدا (2)
سلسلة مقالات بقلم: عماد البشرى
والصلاة في الجامع الأزهر مختلفة ، هي مزيج من عبق التعبد والتأمل في روح التاريخ ، الأزهر الذي بناه القائد جوهر الصقلي لينزل به الخليفة المعز لدين الله الفاطمي عام ٩٧٠ م بدأ شيعي المذهب وأحد اسهامات الدولة الفاطمية في البناء في مصر ، لكنه تحول إلى المذهب الوسطي السني ومنارة علمية مختلفة للعالم الإسلامي .
يحكى أن الشيخ الشعراوي سعى أيام الرئيس جمال عبدالناصر أن يكون شيخ الأزهر منفصلا تماما عن سلطة وزارة الأوقاف واجتهد في اصدار قانون لذلك الأمر حتى نجح فيه في عهد السادات وفلسفته في ذلك منح الأزهر قوة وحرية تحميه من أي تغول وزاري .
من الأزهر في الجمالية وقسم الدرب الأحمر تخرج ميمما وجهك شطر الموسكي والعتبة والسوق الكبير حيث تختلط رائحة الباعة بذاكرة الإزدحام وأصوات العربات التي تكافح لتخرج من بين الحشود المتحركة أو الواقفة للشراء والبيع .
تجد نفسك في ميدان الأوبرا حيث يقف تمثال إبراهيم باشا بن محمد علي ولهذا الثمال قصة لطيفة مع الصديق العزيز علم الدين الشريف في كيفية رحيل هذا الرجل .
تدخل منه مباشرة إلى شارع عدلي باشا هناك حيث المعبد اليهودي الذي أنشئ عام ١٩٠٥ أو مايعرف باسم المعبد الإسماعيلي ، رمزية التنوع في الوجود الديني القديم بمصر ، المعبد الذي اسهمت في بنائه أسر يهودية غنية .
لتجد نفسك في مفترق شارع شريف ولك أن تتجه إلى عبدالخالق ثروت أو إلى شارع ٢٦ يوليو وهناك يوجد دار القضاء العالي.
حالة شوارع وسط البلد مترعة بعبق التاريخ والحنين والبساطة التي تحاكي دقة المعمار وماذهبت إليه الحرفية في الصناعة والبناء.
من محل قديم لمحت أثرا لفريد الأطرش حيث صورته تعلق على الحائط واقتربت من صاحبه علي أسمع حكاية عنه وعن شقيقته الفنانة أسمهان
نعم بين الجمالية ووسط البلد حركة للتاريخ فيه يتداخل الشيعي والسني واليهودي والمسيحي والقبطي وتختلط الأصوات بالهمسات والمغالطات والأمنيات والباعة والراجلين والواقفين وكلهم في باحة كبرى هي حالة خاصة تسمى القاهرة في إحدى نهارات الجمعة من شتاء نوفمير ٢٠٢٥
