لحظة تاريخية : أول شخص يتلقى لقاح كورونا في بريطانيا
أصبحت امرأة في الـ90 من عمرها أول مَن يحصل على حقنة تطعيم ضد مرض كوفيد في برنامج التطعيم الشامل الذي بدأ في جميع أنحاء بريطانيا.
وقالت مارغريت كينان، التي ستكمل عامها 91 الأسبوع المقبل، إنها كانت “أفضل هدية مبكرة لعيد ميلاد”.
وتناولت الحقنة في الساعة 06:31 صباحا بتوقيت غرينتش – وهي أول جرعة من 800 ألف جرعة من لقاح فايزر- بيونتيك، الذي سيعطى للمرضى في الأسابيع المقبلة.
ومن المتوقع وصول ما يقارب 4 ملايين جرعة بحلول نهاية الشهر الحالي.
وستلقح المراكز في بريطانيا الأشخاص الذين تجاوزوا الـ80 عاما، وبعض موظفي الصحة والرعاية الصحية أولا، بهدف حماية الفئات الأكثر ضعفا وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
وأعطيت مارغريت كينان اللقاح في المستشفى الجامعي في مدينة كوفنتري.
وقالت: “أشعر بتميز كبير لأني أول شخص يطعم ضدكوفيد-19، إنها أفضل هدية مبكرة كنت أتمناها لعيد ميلادي، وهي تعني أنه يمكنني أخيرا أن أتطلع إلى قضاء وقت مع عائلتي وأصدقائي في العام الجديد، بعد أن قضيت معظم أيام العام وحيدة”.
وأضافت: “أنا عاجزة عن شكر ماي، التي أعطتني الجرعة، وموظفي هيئة التأمين الصحي بما فيه الكفاية، فقد اعتنوا بي بشكل كبير، ونصيحتي لأي شخص عرض عليه اللقاح أن يأخذه، فإذا كان بإمكاني تناوله وأنا في الـ90، فيمكنكم تناوله أيضا.”
وبريطانيا هي أول دولة في العالم تبدأ في استخدام لقاح فايزر بعد أن وافق المنظمون على استخدامه الأسبوع الماضي.
والتطعيم ليس إجباريا.
ووفرت الحكومة حوالي 800.000 جرعة من لقاح فايزر بيونتيك ستعطى للمرضى في الأسابيع المقبلة.
وقدمت طلبات للحصول على 40 مليون جرعة تكفي لتطعيم 20 مليون شخص، إذ يجب تناول كل شخص الجرعة مرتين.
ولكن لا يتوقع أن يصبح معظم هذا العدد من الجرعات متاحا إلا في العام المقبل، على الرغم من أن مصادر حكومية قالت إن أربعة ملايين جرعة أخرى ستصل إلى البلاد بحلول نهاية هذا العام.
وقال وزير الصحة مات هانكوك لبي بي سي إن أمامنا “مسيرة طويلة لكن هذا يمثل بابا للخروج”.
وقال إنه شعر “بعواطف متضاربة” هذا الصباح، وإنه “سعيد ومبتهج” لرؤية مارغريت تحصل على الجرعة، لكنه أكد أيضا على “أننا كدولة يجب أن نبقى متماسكين معا”.
وأضاف “هذا فيروس قاتل. علينا الالتزام بالقواعد”.
وشكر رئيس الوزراء بوريس جونسون هيئة التأمين الصحي الوطنية و”جميع العلماء الذين عملوا بجد لتطوير هذا اللقاح”، والمتطوعين و”كل من كان يتبع القواعد لحماية الآخرين”.
وأضاف “سنهزم هذا (الفيروس) معا”.
وقال هانكوك إنه يتوقع أن يستغرق الأمر “عدة أسابيع” لتلقيح أول مجموعة من العاملين الصحيين وموظفي الرعاية ومن هم فوق سن الـ80 عاما.
وعبر وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، عن أمله “الكبير” في أن توافق الجهات المختصة على اللقاح الثاني، الذي طورته جامعة أكسفورد وشركة أسترا زينيكا للأدوية، في “الأسبوعين المقبلين”.
قال البروفيسور ستيفن بويس ، المدير الطبي لهيئة التأمين الصحي الوطنية في إنجلترا إن بدء برنامج التطعيم يجعلك تحس بأن هذا “بداية النهاية”.
أضاف أن 2020 كان عاما “مروعا”، لكن الحياة ستعود إلى “طبيعتها” في الأشهر المقبلة.
وردا على سؤال حول رسالته إلى الأشخاص الذين قد يكون لديهم مخاوف بشأن حقنة كوفيد، قال لبي بي سي إن اللقاح هو “أحد أكثر أشكال الأدوية أمانا”.
وأضاف: “لقد اختبر اللقاح على عدة آلاف من الأشخاص في تجارب طبية، وفحصته الجهات المختصة بعناية – كما يحدث دائما – ومنحت موافقتها على استخدامه.
“ولذا إذا اتصل بك للحضور وتلقي اللقاح، فنصيحتي أن تأخذه”.
وقال مراسل الشؤون الصحية في بي بي سي إن هيئة التأمين الصحي الوطنية تواجه مهمة ضخمة في إدارة برنامج التطعيم، من تخزين اللقاحات في درجات حرارة شديدة البرودة إلى توفير المزيد من الإمدادات.
وكانت هناك بالفعل تقارير عن مشاكل في التصنيع، مما يعني أن بريطانيا تتوقع الحصول على حوالي نصف الجرعات التي طلبتها، وهي 10 ملايين جرعة بحلول نهاية العام من لقاح فايزر، كما كانت تخطط.
وعلى الرغم من أن اليوم يمثل لحظة بالغة الأهمية، فإن بريطانيا لا تزال تعلق آمالا على لقاح جامعة أكسفورد البريطاني الصنع، الذي تنظر فيه الجهات المختصة حاليا.