تعاون سوداني إسرائيلي لدراسة الشعب المرجانية بالبحر الأحمر

أبحرت بعثة علمية يديرها باحث اسرائيلي يوم الثلاثاء من مدينة إيلات الجنوبية في إسرائيل باتجاه مدينة بورتسودان السودانية، لتطلق مشروعاً مشتركاً مع باحثين سودانيين “للحفاظ على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر”.

ويرأس البعثة الإسرائيلي “ماعوز فاين” من المعهد الدولي للعلوم البحرية في إيلات الذي قدم بحثا حول تحمل الشعاب المرجانية في شمال البحر الأحمر وخلص فيه إلى أن الشعاب المرجانية في شمال البحر الأحمر شهدت شكلا من أشكال التحور في رحلتها من المحيط الهندي عبر المياه الدافئة قبل آلاف السنين، وأشار ضرورة إجراء دراسة شاملة للشعاب المرجانية في البحر الأحمر لفهم الاختلاف من الشمال إلى الجنوب بشكل كامل.

وواجهت هذه الدراسة عقبات دبلوماسية تمثلت في رفض دول عربية مطلة على البحر الأحمر التعاون مع إسرائيل. وتوسطت الحكومة السويسرية في هذه البعثة، وقدمت الدعم المالي وبذلت جهودا دبلوماسية للجمع بين إسرائيل ودول عربية في المنطقة.

ولإسرائيل تاريخ في منطقة شواطئ  البحر الأحمر السودانية، حيث أقامت المخابرات الإسرائيلية “الموساد” مركزا مزيفا للغوص والسياحة، كان في حقيقته نقطة إدارة مخابراتية لعملية ترحيل اليهود الفلاشا من أثيوبيا إلى إسرائيل عبر السودان في الثمانينيات.

وقال السفير السويسري لدى اسرائيل جان-دانيال روش إن التحضير لهذه المهمة بدأ قبل اتفاق التطبيع بين السودان وإسرائيل العام الماضي، غير أن إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسودان شكّلت “أمرا إيجابيا للغاية” على هذا الصعيد، بحسب قوله.

ومن المتوقع أن يصل الفريق المكون من ستة علماء وأربعة أفراد آخرين ضمن الطاقم، وجميعهم أوروبيون باستثناء فاين الإسرائيلي، على متن سفينة “فلور دو باسيون” التي ترفع العلم السويسري، خلال أربعة أيام إلى بورتسودان، حيث سينضم إليهم فريق من الباحثين السودانيين على سفينة خاصة بهم.

وستمضي السفينتان من خمسة إلى ستة أسابيع في جمع عينات من الشعاب المرجانية واختبار تحملها للحرارة . وقال فاين إن الانتقال من شمال البحر الأحمر حيث تتمتع الشعاب المرجانية بأحوال جيدة، إلى المنطقة الجنوبية حيث تعاني الشعب وضعا مترديا، سيكون بمثابة “عودة بالزمن إلى الوراء”، و قد يقدم رؤية جديدة بشأن التفاوت بين المنطقتين.