محلل سياسي: آثار كارثية علي الاقتصاد السوداني جراء الحرب الروسية
عند انطلق الغزو الروسي ضد أوكرانيا في ٢٤ فبراير ٢٠٢٢م حبس العالم انفاسه، واعادت دول كثيرة حساباتها في السياسة والاقتصاد، لما سيكون من آثار لهذه الحرب المدمرة على المستويين القصير والطويل.
السودان ليس استثناء من دائرة التأثير، بل أن عدد كبير من المحللين السياسيين يرون ان آثارا كارثية حاقت بالمجتمع السوداني بعد انطلاق الحرب.
وفي هذا الخصوص يقول البروفيسور احمد صباح الخير – وهو خبير ومحلل ومرشح لرئاسة الوزارة السودانية- يقول ان من الاثار المباشرة للحرب الروسية على السودان تتلخص في مخزون الوقود ومن المعروف ان روسيا تعتبر من اكبر الدول المنتجة للنفط وهذا ماينعكس على الحركة الاقتصادية في السودان بصورة مباشرة. وبمجرد اندلاع الحرب ارتفعت اسعار الوقود في السودان، وباتت الدولة السودانية تعيش أزمة جراء ارتفاع الاسعار في كافة السلع نظرا لارتباط ذلك بعمليات الانتاج والنقل.
ويضيف صباح الخير، فضلا عن الاثر الزراعي خاصة ان روسيا واوكرانيا من اكبر الدول المصدرة للقمح في العالم، والسودان ظل لسنوات طويلة يعتمد على القمح الروسب والأوكراني بصورة منتظمة. بعد ان تغير النمط الغدائي في البلاد ، ويؤكد صباح الخير اذن الحرب دون شك ستزيد من ارتفاع اسعار القمح، والخبز في السودان، وستكون ذات آثار كارثية على الفئات الفقيرة والأكثر فقرا.
ويقول صباح الخير قيام الحرب في هذا التوقيت يكلف السودان كثير من الاموال، وتابع ان القطاع الزراعي بالسودان سيتضرر كثيرا من استمرار هذه الحرب وسترفع تبعا لذلك اسعار القمح والعديد من المنتجات، ومعلوم ان السودان يستورد كميات كبيرة من القمح والوقود من الدولتين المتحاربتين.
وتشير تقارير انه منذ بداية الحرب ارتفع سعر الذرة للغاية من 300 دولار للطن في نوفمبر إلى 400 دولار في مارس، واكدت التقارير ان أوكرانيا لن تنتج الذرة في عام 2022 وربما ليس في عام 2023، وستحتفظ روسيا باحتياطيها لنفسها، وقالت التقارير في شهر مارس ، منعت روسيا بعض قوارب الشحن في البحر الأسود وأثر ذلك على التجارة.
واضاف صباح الخير: الحرب ستؤثر وقد اثرت بالفعل على الاقتصاد السوداني الذي يعتمد على مستهلكاته من الدولتين. وتابع : اذا قدر الله حدوث مجاعة في العالم مستقبلا فان الوضع في السودان سيكون غاية في الصعوبة والتعقيد لمدى بعيد بسبب ان استيراد القمح يحتاج السودان لعملات صعبة ولاتوجد موارد حقيقية تغطي ذلك، بل السودان يعتمد على الهبات.
وقال انه لابد من الحلول واضاف ان اول الحلول هو ان يتجه السودان الى الانتاج الزراعي المحلي باعتبار ان الانتاج ومضاعفته يعد المخرج الوحيد من الازمة الاقتصادية ، وبذلك يمكن للسودان ان يتحول لبلد منتج ومصدر للقمح لاسيما ان السودان تتوفر فيه مساحة 200 مليون فدان صالحة للزراعة يمكن تغطي احتياجات دول كثيرة.
وتابع في تقديري يمكن يكون السودان مصدرا للقمح للدول العربية والافريقية التى تعتمد على سلعة القمح، ونوه الى ان الفرصة جاءت الان للسودان ليكون منتجا ومصدرا للقمح ومتقدما في هذا المجال اذا احسن استغلال موارده وسخر امكانياته لتطوير الزراعة
واضاف صباح الخير ان من الحلول ايضا ان تتاخذ الحكومة بعض الاجراءات للتقليل من الاستيراد للقمح ودعا صباح الخير للعودة لنمط السلوك الغذائي القديم فالشعب السوداني كان يعتمد على الذرة والدخن في بعض الولايات، مؤكدا ان ذلك يقلل من اثار الحرب الروسية الاكرانية ، وقال من لايملك قوته لايملك قراره.