ما بين السودان والمغرب
بقلم :عزت عزالدين
في ظل التوتر العصبي الذي نعيشه منذ بدء الحرب اللعينة التي اشتعلت في السودان منذ منتصف ابريل 2023م وانشغالنا المستمر به ، وما نتج عنه من انتهاكات وخراب ودمار للممتلكات العامة والخاصة تسبب في هجرة ونزوح للأسر افرادا وجماعات (حيث تشير الإحصاءات الي هجرة ونزوح الملايين )وتشتتهم في مختلف بقاع العالم بحثا عن الأمان ، تفاجأت بمكالمة من صديقي الإعلامي سامي وهو يشكو من قسوة وظلم الاخوة والأصدقاء في سفارة المملكة المغربية ببورتسودان وما بدر منهم من تصرف إزاء منع تأشيرات دخول للمملكة المغربية لبعض السودانيين الذين لديهم أملاك بالمغرب والبعض منهم متزوج من نساء مغربيات ، في الحقيقة لقد استغربت مما سمعته وذلك بسبب عمق العلاقات الشعبية السودانية المغربية وقد جال بخاطري في تلك اللحظة شهدت لحظات العشق اللامحدود الممزوج بالإعجاب من اخواني السودانيين للمغرب الشقيق وشعبه والذي تجسد في الحضور المميزوالانيق لمختلف فئات المجتمع السوداني من دبلوماسيين واعلاميين ورجال اعمال وزعماء سياسيين ومشايخ طرق صوفيه وطلاب وخريجي الجامعات المغربية لمختلف الفعاليات التي كانت تنظمها السفارة المغربية بالخرطوم بقيادة ربانها الدبلوماسي الماهر الدكتور محمد ماء العينين وأركان حربه من فطاحله الدبلوماسيين الذين كانوا لا يدخرون جهدا في التأخي والتواصل مع الشعب السوداني ، اما من يأتيهم في السفارة طالبا خدمة او تأشيرة كانوا يستقبلونه افضل استقبال ويقدمون له كل ما يحتاجه وفق الشروط المعمول بها بكل سفارات المملكة ، والسوداني معروف عنه انه يعشق المعاملة الكريمة الطيبة ويقدر مكانة الرجال ومنازلهم ، فالسفارة المغربية كانت قبله لطلاب العلم ولمختلف فئات المجتمع وصلت حتي للمستثمرين ورجال الاعمال في البلدين ، وكما هو معروف فان السفارة في العلاقات الدولية تعتبر من العوامل في تعزيز وتطوير العلاقات الدولية والثنائية بين البلدين ، فهي واجهة التعامل وتسهم في بناء الثقة وتعزيز التواصل الثنائي والمتعدد والرسمي والشعبي .
لقد كان للموروث التاريخي الثقافي والاجتماعي للعلاقات الشعبية السودانية المغربية دورا كبيرا في تطوير العلاقات الرسمية بين البلدين، والتي بدأت منذ العام 1492 بعد سقوط دولة الأندلس وإنشاء مملكة سنار، حتى أصبح الطري ق من المغرب إلى السودان يسمى طريق الإيمان والتوجه إلى الحرمين الشريفين. وتطورت العلاقات السودانية المغربية علي مختلف الأجيال شعبيا ورسميا ابرزها المشاركة الفاعلة للسودان رسمياً وشعبياً في المسيرة الخضراء السلمية في العام 1975م ، وان حاولنا المرور علي اهم محطات العلاقات السودانية المغربية فهي كثيرة وكلها تؤكد متانه العلاقة والحب المتبادل بين الشعبين ما جعلنا نعرف ونكتب عن الصحراء المغربية ومدونة الاسرة ومسلسل الانصاف والمصالحة الذي كنا نتوق ان ننتهج نهجه لحل الإشكاليات والغبن المتراكم بيننا في السودان ولكنها الحرب اللعينة التي أوقفت كل شي ولكننا بإذن الله عائدون الي ديارنا وسنبنيه وطن حدادي مدادي ، وحينها ستعود وتنتعش علاقاتنا مع كل من ساندونا ووقفوا الي جوارنا ، وكان ذلك موقف المملكة من الحرب في السودان فمنذ الأشهر الاولي طلبت ان يكون الحل داخلي وحزرت من التدخل الخارجي وهو الذي أوصل الحرب الان الي سنتين الا اشهر قليلة ، فقلت لصديقي انها زله لسان من صديق دون قصد ولا ملامة بين الأصدقاء فدمتم اخوه اعزاء واشقاء ,,,,