اقتراب نهاية المهلة.. مصير مجهول لمعبر أدري الحدودي

ما أن تصدت الحكومة السودانية من تهمة منع وصول المساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور حتى أمرت بفتح معبر أدري الحدودي في أغسطس المنصرم وخلال مفاوضات جنيف لمدة ثلاث أشهر، ألا توالت عليها التهم بعرقلة وصول تلك المساعدات لمواطني دارفور المهددين بالمجاعة، موقف فسره البعض بأنه تسيس لملف المساعدات الإنسانية بالسودان في وقت يتم الكشف فيه عن استغلال المعبر لتوصيل إمداد عسكري لقوات الدعم السريع، مما يعلق مصير معبر أدري الحدودي بين انصياع المنظمات الدولية والإقليمية لتوجيهات الحكومة أو الإغلاق.

تقرير – سارة إبراهيم

أبلغ رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبوليارتش، عدد من الملاحظات والتحفظات على بعض أنشطة لجنة الصليب الأحمر في السودان، خلال زيارتها للبلاد للوقوف على الوضع الإنساني، فيما وعدت رئيس اللجنة بالنظر في الملاحظات التي أبداها رئيس المجلس ووضعها في الإعتبار، وأضاف وكيل وزارة الخارجية المكلف السفير حسن الأمين، أنه تم الاتفاق على وضع آلية لنقل ملاحظات الحكومة السودانية على نشاط اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكذلك متطلبات عملها على الميدان التي تود الحصول عليها من الحكومة.

وفي ذات الشأن أوضح المفوض المكلف للعون الإنساني خوجلي عثمان في تصريح له، إن الحكومة السودانية وافقت على فتح بعض المعابر السودانية وهو ليس بسبب الضغط أو الإكراه ولكن من منطلق مسؤوليتها في دخول المساعدات الإنسانية ومن اجل عدم إعطاء الفرصة للطرف الآخر للحديث عن وجود قيود في ايصالها، وكذلك قامت الحكومة السودانية بفتح 7 معابر و 6 مطارات أمام الرحلات الجوية لإيصال المساعدات الإنسانية من مطار بورتسودان إلى بقية الولايات.

وكشف المندوب الدائم للسودان في مجلس الأمن الحارث إدريس عن دخول 30 شاحنة محملة بالأسلحة والذخائر عبر معبر أدري الحدودي مما أدى إلى التصعيد الأخير في الفاشر، كذلك دخل آلاف المرتزقة عبر المعبر إلى مناطق “هبيلا و فور برنقا”.

وطالب الحارث، خلال جلسة الامم المتحدة للأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع في السودان بمجلس الأمن أواخر أكتوبر المنصرم بوضع أسس لنقل الإغاثة عبر هذا المعبر الذي يهدد سلامة الأمن القومي السوداني.

وأشار المندوب الدائم للسودان، أنه بعد فتح معبر أدري لثلاث أشهر تلاحظ أن المساعدات الإنسانية التى تدخل المعبر بدون معرفة الجهات التي تقدم المساعدات ولا كمياتها ولا وجهتها ولا الجهة التي تقوم بالإستلام، مبينا أن المفوضية الإنسانية طلبت من الامم المتحدة بتشكيل آلية يشترك فيها السودان ودولة تشاد لمراقبة المساعدات التي يتم إدخالها بدون معرفة ونوعها وطرق توزيعها.

وفي سياق متصل وجه المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيرييلو، اتهاما للحكومة السودانية بعرقلة وصول 90% من المساعدات الإنسانية العاجلة المخصصة للمتضررين من النزاع في البلاد.

وفي تغريدة له على منصة “إكس”، أوضح بيرييلو أن 25 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وأكد أن مفوضية المساعدات الإنسانية السودانية لم تسمح في الشهر الماضي إلا بوصول 10% فقط من الإمدادات الإنسانية المتاحة في بورتسودان إلى المحتاجين.

كما أضاف بيرييلو أن السلطات في بورتسودان قد عرقلت أو تأخرت في وصول 90% من مواد الإغاثة الطارئة، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد ويعرض حياة الملايين للخطر.

ومن جانبه نبه الحارث إلى أن الحكومة تخلت عن مراقبة البوابات الإلكترونية وسهلت الدخول عبر ملء استمارات مختصرة جدا، وذكر وأن المنظمات تريد الدخول والخروج دون أي رقابة حكومية وتضيق زرعا بأي تدابير اشرافية وطنية.

وفي سياق متصل، كشف إدريس أن بعض الموظفيين الأمميين ارتكبوا مخالفات وأن هناك تردد من قبل الامم المتحدة في توصيل معونات مخصصة لولاية جنوب كردفان.

وقال الحارث فى جلسة الاحاطة ان السودان بذل جهودا مقدرة تم فتح 10 معابر و7مطارات لتسهيل عملية الاغاثة، مشيرا الى ان شاحنات الاغاثة تدخل مدينة الجنينة تحت حراسة مليشيا الدعم السريع.

فيما شدد المبعوث الأمريكي، على أن استخدام التجويع كوسيلة في النزاعات المسلحة هو أمر غير مقبول، داعيًا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين في جميع أنحاء البلاد.

وفي سياق ذي صلة قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فاسيلي نيبينزيا إن أمر فتح أو إغلاق معبر ادري الحدودي متروك للحكومة السودانية لتقرر ما إذا كان معبر أدري سيظل مفتوحًا بعد منتصف نوفمبر أم لا وسيكون من غير المناسب الضغط عليها.

واضاف فاسيلي، نحن نعارض بشكل قاطع تسييس المساعدات الإنسانية” ونعتقد أن أي مساعدة إنسانية يجب أن تتم مع السلطات المركزية.

وفي ذات السياق قال الناطق الرسمي لجمعية الهلال الأحمر السوداني هيثم إبراهيم، ل”سودان إكسبرس” أنهم يستقبلون المساعدات داخل ولاية غرب دارفور وتحديدا مدينة الجنينة ومنها يتم التوزيع الي باقي ولايات دارفور، وبدأت عمليات توزيع المساعدات قبل الخريف تحديدا، وأن الظروف المناخية والخريف وسيول الأودية كانت هي المعوق في الغالب.

وذكر الناطق الرسمي خلال حديثه ل”سودان إكسبرس” أن المساعدات تصل البلاد عبر شركاء دوليين داخل مدينة الجنينة برنامج الغذاء العالمي واليونسيف ومنظمة الهجرة الدولية ونقوم بتوزيعها علي المتأثرين في ولايات دارفور المختلفة لا نقوم باي عمليات تفاوض او خلافه بل من يقوم بتسهيل وصول المساعدات و ردم الطرق هم المواطنين عبر إداراتهم الاهلية و الشيوخ القري.

ويرى المدافع عن حقوق الإنسان أحمد جادين، إن
فتح المعابر لادخال المساعدات الانسانية قد يكون سلاح ذو حدين، لذلك يجب التعامل معه فقط من الناحية الانسانية، لكن المؤسف أن الوضع في السودان أصبح عبارة عن استهلاك سياسي.
وزاد خلال حديثه ل “سودان إكسبرس” ارتبط بصراع القوى، فامريكا كان بمقدورها حسم الحرب والمحافظة على مكتسباتها داخل البلاد، لكنها فوتت الفرصة ما أدى إلى دخول لاعبين كبار، فحدثت حالة استقطاب حادة الأمر الذي جعل حد الحرب يتطاول، واصبح المشهد السياسي يزداد تعقيدا.