“أفق الحدث” للمخرج السوداني مصطفى سيد مبارك يحلّق في مهرجان دول البحر الأبيض المتوسط

تجربة سينمائية تتجاوز حدود الشاشة، تلك التي قدمها ي فيلم أفق الحدث والذي رشح للمشاركة في مهرجان دول البحر الأبيض المتوسط، حاملاً معه رؤية سودانية جريئة تتناول أحد أكثر المواضيع إلحاحًا في العصر الرقمي: كيف تسرقنا تطبيقات الهواتف الذكية من أعمارنا، دون أن نشعر.
الفيلم من تأليف وإخراج الدكتور مصطفى سيبد مبارك، الذي يقدّم عملاً فلسفيًا بصريًا يتأمل في العلاقة المعقدة بين الإنسان والتكنولوجيا، حيث تتحول الشاشة الصغيرة إلى بوابة زمنية تبتلع اللحظات، وتعيد تشكيل الوعي والزمن. بأسلوبه الذي يمزج بين الرمزية والواقعية، يطرح مبارك سؤالًا وجوديًا: هل نعيش فعلًا، أم نستهلك أعمارنا في وهم التواصل؟
الجانب البصري للفيلم يقدم إيقاعًا بصريًا متوترًا يعكس الانفصال الداخلي للشخصيات، ويجعل من كل مشهد مرآة تعكس هشاشة الزمن في عصر السرعة.
وتتألق في البطولة الموهبة الواعدة زيتونة، التي تجسّد الشخصية الرئيسية بأسلوب حسيّ عميق، حيث تعيش صراعًا داخليًا بين الرغبة في الانفصال عن العالم الرقمي، والخوف من فقدان الذات في عزلة الواقع. أداؤها يضفي على الفيلم طابعًا إنسانيًا مؤلمًا، ويمنح القصة روحًا نابضة بالتأمل والصدق.
ترشيح أفق الحدث لهذا المهرجان الدولي يُعد إعلان عن ميلاد تجربة سينمائية سودانية جديدة، تطرح أسئلة كونية بلغة محلية، وتُعيد تعريف العلاقة بين الفن والتكنولوجيا، بين الزمن والذاكرة.
من المتوقع أن يحظى الفيلم باهتمام واسع خلال فعاليات المهرجان، وأن يفتح أمام صنّاعه آفاقًا جديدة من التقدير والتكريم، في رحلة قد تغيّر نظرتنا إلى ما نعتبره “عاديًا” في حياتنا اليومية.