آخر الأخبار

“إبراهيم حسين راشد” ورفاقه.. حين عبر أبطال السودان الجسور نحو المجد والشهادة

مرت قبل أيام الذكرى السنوية لملحمة العبور الكبيرة، حيث عبر أفراد الجيش السوداني ورفاقهم من القوات الأخرى جسور العاصمة في عملية عالية المخاطرة كانت ركيزة أساسية في الانتصارات اللاحقة للجيش السوداني في الخرطوم وصولا إلى تحريرها بالكامل من المليـشيا المتمردة. وكان قائد عمليات العبور هو الشهيد البطل العقيد الركن إبراهيم حسين راشد، الذي يكتب عنه في هذه المقالة “أمير سليمان عيسى”

 

بطل العمل الخاص-  أمدرمان

كتب: أمير سليمان عيسى
التقيته فى العام ٢٠١٧ م بالمرخيات وهو برتبة الرائد، حيث كان قائدا لمعسكر عبيد ختم، وانا كنت قائد ثانى لواء احتياطى ضيوفا عليه إلى حين.
كان عسكريا منضبطا، مظهرا، وسلوكا، وقيادة لافراده، يتمتع بلباقة فى حديثه، هذه الصفات كانت تؤهله لان يكون معلما فى الكليات العسكرية.
بدات الحرب فى العاصمة وسمعت به وبادائه مع قوة العمل الخاص بمنطقة ام درمان (المهندسين) قائدا لإحدى المجموعات، ودوره الكبير فى تدمير قوة العدو المنسحبة من الاذاعة عند حى العرضة، وقبلها دوره فى فتح طريق وادى سيدنا – المهندسين، والمشاركة مع المجموعات الأخرى فى توسيع دائرة دفاع المهندسين.
عندما كلف لواء المهمة الخاصة بعبور جسرى النيل الابيض والفتيحاب (تاسيس راس جسر)، أبدت قوة العمل الخاص التى يقودها هو عن رغبتها الاشتراك فى هذه المهمة وان تكون وحدة من وحدات اللواء. ووافقت انا على الفور بإنضمامهم لنا والعمل مع كتائب اللواء لإنجاز المهمة، وعلى ضوء ذلك تم التصديق لهم بالاشتراك.
تم تحديد واجب له وهو تطهير برج زين، بعبور جسر الفتيحاب ( راجلين بكل القوة ) بعد ان يتم تأمينه من الناحية الشرقية بسرية مشاة من كتيبة وادى سيدنا بقيادة الرائد سامى وتيم من القوات الخاصة ( عبور بالزوارق) .
اما باقى الأهداف (المنتزه، الاستثمار، بترودار، كورال والنيل ) تقوم بتطهيرهم كتيبةالمرخيات (1)، وكتيبة العرين، واتيام من القوات الخاصة وذلك بعبور جسر النيل الابيض ( راجلين بكل القوة ) بعد ان يتم تأمينه من الناحية الشرقية بسرية مشاة من كتيبة المرخيات (1) بقيادة الرائد المعز وتيم من القوات الخاصة ( عبور بالزوارق). وباقى اتيام القوات الخاصة بقيادة الرائد جمال الدين مع سرية من كتيبة العرين ستقوم بتطهير مسجد الشهيد.
عبور الكتائب وقوة العمل الخاص للجسرين راجلين بكل قواتهم وفى توقيت واحد.
وبالفعل عبرت كتيبة المرخيات (1) كاملة وعبرت كتيبة العرين كاملة فى آن واحد جسر النيل الابيض، اما قوة العمل الخاص عبر الجسر قائدها الشهيد العقيد الركن ابراهيم حسين راشد ومعه جماعة مشاة فقط، واشتبك العدو معهم عند الترس الثانى امام الجسر واستشهد هو وإثنين من افراده. وعبر بعد ذلك النقيب وضاح ليلحق به ولكنه استشهد عند مدخل الجسر الشرقى، وعبر بعد ذلك الملازم محمد بدرالدين ( اصيب بعد عدة ايام امام برج زين، واستشهد متاثرا باصابته وهو تحت العلاج بالخارج )، وبعدها أصبح عبور الجسر لباقي قوتهم مستحيلا.
تقبل الله البطل العقيد الركن ابراهيم حسين راشد وضباط الصف الذين كانوا معه شهداء عنده.
وتقبل الله النقيب وضاح شهيدا عنده.