بسبب اشتراط اللقاء في المطار وليس المدينة : السودان يلغي زيارة وفد أمريكي كبير
تقرير : محمد جمال قندول
تداولت وسائل إعلامية نبأ إلغاء زيارة وفد أمريكي كان ينوي الوصول الى بورتسودان لمقابلة المسؤولين السودانيين في السابع من الشهر المقبل.
خطوة إلغاء رحلة الوفد الأمريكي رسمت علامات استفهامٍ كبيرة، إذ أنّ التطور الجديد جاء بعد تغييرات كبيرة في المشهد السياسي وحالة نشاط إقليمي محموم لزيارة العاصمة الإدارية المؤقتة بشرق البلاد والتي شهدت خلال شهر يوليو الجاري زيارات كبيرة أبرزها رحلة رئيس الوزراء الإثيوبي لبورتسودان ونائب وزير الخارجية السعودي وآخرها زيارة وزير الدولة بالخارجية القطرية الأسبوع الماضي.
وكشفت مصادر صحفية أنّ أسباب إلغاء زيارة الوفد الأمريكي الذي يضم مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية سامانثا باور، والمبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو والقائم بالأعمال الأمريكية لدى الخرطوم السفيرة كولين كرينويلجي، والتي كان من المقرر أن تتم في السابع من أغسطس المقبل، كشفت المصادر بأنّ أسباب إلغاء الزيارة ترجع للمطالب الاستفزازية من الجانب الأمريكي والذي اشترط أن يلتقي مسؤولي البلاد في مطار بورتسودان في رحلة تستغرق ساعات فقط، على أن يسبق الوفد الأمريكي وحدات حماية أمريكية، وهو ما يعد انتقاصًا من سيادة الدولة.
وكشفت المصادر بأنّ المكاتبات للزيارة تمت عن طريق السفارة السودانية بواشنطن مع الخارجية ، وأشاروا إلى أنّ الزيارة في مرحلة ترتيبها الأولي كانت لمدة يومين وتشمل مقابلة الوفد لرئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، وعددٍ من أعضاء مجلس السيادة، إلى جانب وزراء ومسؤولين، غير أنّ الوفد عاد وعدل البرنامج خلال الأيام القليلة الماضية.
ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء “م” د. أمين إسماعيل مجذوب ، إنّ زيارة الوفد الأمريكي كانت تندرج في إطار ترتيب المفاوضات التي ستنعقد في “جنيف” منتصف أغسطس القادم، مشيرًا إلى أنّ إلغاء هذه الزيارة يعني أنّ هنالك تغييرات متعلقة بمباحثات العاصمة السويسرية، فيما ظهر ذلك جليًا في موقف الحكومة السودانية والجيش السوداني من تلك المفاوضات بوضعها شروطًا تحفظ مصلحة الشعب السوداني حتى يشارك الجيش في هذه المفاوضات.
ويضيف “أنّ اشتراط الإدارة الأمريكية بأن يتم الاجتماع بمطار بورتسودان بحراسة أمريكية يتنافى مع سيادة الدولة السودانية وغير متعارف عليه في العلاقات الدولية والعلاقات بين الدولتين، أنّ العوامل والمتغيرات الراهنة قد ترسم واقعًا جديدًا ربما يغير المشهد برمته”.